nanotechnology picture

  • What is Nanotechnology?

    A basic definition: Nanotechnology is the engineering of functional systems at the molecular scale. This covers both current work and concepts that are more advanced. In its original sense, 'nanotechnology' refers to the projected ability to construct items from the bottom up, using techniques and tools being developed today to make complete, high performance products. ...

    read-more
  • تقنية النانو

    لا يخفى على الجميع التطور التقني الهائل الذي حصل في القرن الماضي (العشرين) وخاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث تركزت الجهود في إعادة إعمار ما دمرته الحرب. في أثناء ذلك كانت البحوث منصبة في مجال الإلكترونيات والاتصالات والكمبيوتر، وكان من أحد تلك النتائج إختراع ما أصبح يعرف اليوم بالشريحة Chip التي ساعدت على ظهور شركات عملاقة لصناعة مختلف أنواع الكمبيوتر ومن ثم الهواتف النقالة في عصرنا الحالي كما أنها دخلت في صناعة العديد من الأجهزة الإلكترونية. مع كل هذه الثورة التقنية التي نعيشها اليوم، برز على السطح في السنوات القليلة الماضية مصطلح جديد على أسماعنا لم يكن معروفاً من قبل ألا وهو «تقنية النانو»، فما المقصود بهذا المسمى الذي يسهل النطق به والغامض بعض الشيء في تعريفه وفهمه. لكي ننسهل على القارئ نبدأ بتعريف كلمة «نانو» على أنها جزء من المليار، فمثلا «النانومتر» تمثل واحد تقسيم مليار متر، فلنتخيل جميعا الصغر المتناهي للنانو وهل من الممكن للعين العادية للإنسان أن ترى أجساماً بهذا الحجم. لنعود إلى تعريف مصطلح «تقنية النانو»، حيث إن المقصود بها هو . ...

    read-more
  • تقنيات النانو (فوائد وأخطار)محتملة.

    أكد خبراء تقنية النانو أنه يجب على الدول المصدرة للبترول الاجتهاد في صناعة الخبرة في تطبيقات النانو إن رغبت هذه الدول الاستفادة منها في صناعاتها. ومن التطبيقات المباشرة لتقنية النانو, صناعة الأنابيب النفطية. حيث إنها تصدأ بعد 25 سنة من الاستخدام, ولكن بعد أن أصبحت تقنية النانو واقعاً ملموسا, أوضحت التجارب المعملية أنه بالإمكان تصنيع نوع خاص من الأنابيب (أنابيب نانو الكربون) يمكن أن يقاوم العوامل البيئية ودون أن تصدأ لفترة تصل إلى 100 سنة. هذه الأنابيب أقوى 100 مرة من الفولاذ وأخف ست مرات منه. من التطبيقات العظيمة التي ستحقق انفراج علمي عظيم في المستقبل, تطبيقات الاستشعار عن بعد, وتطبيقات تصوير الأرض من الفضاء الخارجي باستخدام الأقمار الاصطناعية. إذ إن الطريقة الكلاسيكية لعمل مسح لطبقات الأرض ككل تستدعي ...

    read-more
  • ضرورة تعليم وتدريس تكنولوجيا النانو

    مؤتمر النانوتكنولوجي تقنية النانو الذي نظمته الجامعة الأردنية في عمان بالأردن في الفترة من 10 الى 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بالتعاون مع جامعة إيلينوي الأميركية وجامعة الملك سعود في الرياض، كان تظاهرة علمية رائعة نوقشت فيها العديد من الأبحاث والأوراق العلمية المهمة التي قدمت آخر التطورات والمستجدات والتطبيقات في تكنولوجيا النانو وبخاصة لعالمنا النامي، والتي تشكل في مجموعها نقلة نوعية شاملة ومميزة في تعريف المجتمع العربي العلمي والأكاديمي والصناعي بعلوم وأبحاث وتطبيقات تقنية النانوتكنولوجي التي تعد حاليا أحد أهم الاتجاهات العلمية العالمية الحديثة التي تبشر بمستقبل واعد في جميع مجالات الحياة...

    read-more
Previous Next


What is nanotechnology? You could learn what the nanotechnology is.
Basicly the nanotechnology is small technology...

Read More

The iPhone 4 Gyroscope teardown by iFixit: 

nanotechnology in action



The iPhone 4 contains a gyroscope -

Read More



مـاذا لو قيل لك انه سيكون بالإمكان في المستقبل المنظور تصنيع طـائرة بحجم البوينغ العملاقـة 747. و التي تعتبر أحد الأعاجيب التقنية للقرن العشرين بخمس وزنهـا الحـالي دون أن يؤثر ذلك على متانتهـا أو أدائها بأي شكل من الأشكال، أو قيل لك انه سيكون بالإمكان تصنيع سيارة الكاديلاك الأمريكية الفارهة بنفس الحجم و المواصفات دون أن يتخطى وزنهـا 100كغم، أو قيل لك أن أريكتك المنزلية الوثيرة ستكون من خفة الوزن بمكان بحيث تستطيع زوجتك كلما رغبت في إعادة ترتيب الأثاث المنزلي حملهـا من مكان إلى آخر بيد واحدة فقط دون حاجة لمساعدة من أحد، أو ان ثمة رجلاً آلياً من الصغر بمكان بحيث انه يستطيع أن يسبح في دم الإنسان مدعماً بالحاسب الآلي و المعلومـات و الاتصالات الداخلية والخارجية ليصل إلى الخلايا السرطانية مثلاً في داخل الشخص المصاب بطريقة انتقائية ويقتلهـا واحدة تلو الأخرى بواسطة إطلاق السموم في داخلـهـا دون أن يؤثر على الخلايـا السليمة. أو قيل لك أن ثمة بزة عسكرية خفيفة الوزن تستطيع أن تقي الجنود بفضل الله حتى من أشد المتفجرات والمقذوفات، أتراك ستظن أن ذلك و سواه لا يعدو أن يكون ضربـاً من الخيال العلمي؟؟؟ .
إن مثل تلك المنجزات المستحيلة في عرف الناس بمقاييس التقنيـات التقليدية، ليست في واقع الأمر ضربـاً من الخيال العلمي الذي يتفنن في إبرازه المخرجون السينمائيون أو يتقن حبكته الروائيون بل إنها أمر في طريقه للتحقق في عالم الواقع الملموس من خلال فتح تقني جديد يطلق عليه إصطلاحاً التقنيات متناهية الصغر (Nano Technology)، والتي تعكف على تطويرها حالياً العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث و الشركات في أمريكا الشمالية، والشرق الأقصى، وأوروبا، وتنفق تلك الدول في مجموعها ما قدره 9 مليارات دولار سنوياً في جهود البحوث والتطوير في مختلف مجالات التقنيات متناهية الصغر، و يتوقع أن تبدأ بواكير منتجاتها التجارية في غزو الأسواق قريباً جداً وأن يبلغ حجم التبادلات التجارية في هذه التقنيات إلى ترليون (ألف مليار) دولار بحلول عام 2010م، ولغير المختصين فـان كلمة (نانو) بادئة كلمة في اللغة الإنجليزية أو بالأصح في مصطلحات الإنجليزية العلمية المأخوذة من اللاتينية تلحق بالكلمات لتعني الحجم الصغير جداً وبالتحديد جزء من مليار جزء من المقياس، فتصبح كلمة نانومتر جزءاً من مليار جزء من المتر، كما أن كلمة ميلمتر تعني جزءاً من ألف جزء من المتر، وكلمة مايكرمتر تعني جزءاً من المليون جزء من المتر. ولكن كيف يمكن للتقنيات الدقيقة أن تحدث مثل تلك الثورة التصنيعية، ولمـاذا بالذات تقنية النانو وليس مثلاً تقنيات الملي أو المايكرو؟
للتصنيع عند مقياس النانومتر العديد من المزايا يضيق عنها المقام غير أنه تكفي الإشارة إلى أن العديد من العلماء في المجال يذهبون إلى أن مقياس النانومتر يمثل المقياس الأمثل للإنسان للتعامل مع المادة ومع المخلوقات الحية على حدٍ سواء لسبب منطقي ألا وهو أن النانومتر هي الوحدة التي أختارها الله تعالى لحجم لبنة البناء الأساسية لتركيب مادة الكون من حولنـا أي الذرة والجزيء الكيمائي ومركبات الخلية الحية، حيث يمكن رصف ما بين ثلاث إلى ست ذرات فقط في النانو متر الواحد، كما تمكّن تقنية النانو من التفاعل بين الآلـة والخلية الحية ولذلك تطبيقات غير متناهية في مجالات الطب والصيدلة والأحياء والهندسة الحيوية. ولو استطـاع الإنسان تصنيع آلات إنتاجية تتعامل مع المـادة على مستوى النانومتر لتوصل إلى المنتهي في التحكم الإنسـاني في خواص المواد. إذ تعتمد خواص المـادة على طريقة ترتيب الذرات فراغـيـاً، فبإعادة ترتيب ذرات الفحم مثلاً يمكنـنـا أن ننتج الألماس، وبإعادة ترتيب الذرات في الرمـل وإضافة بعض الشوائب إليها تمكّن الإنسان من صناعة رقائق الحاسب الآلي التي مكنته من تخطي حواجز المـاضي بالنسبة لحجم و سرعة الحاسب و قدرته على تخزين المعلومـات. ولطـالما تعامل الإنسان على مر تاريخه الطويل بالذرات من أجل إخراج منتجات جديدة فقديـمـاً وبإضافة نسبة ضئيلة من ذرات الكربون بترتيب معين حوّل الإنسان الحديد الزهر الهش نسبيـاً إلى حديد الفولاذ الصلب وبإضافة نسبة من الكروم إلى ذلك المزيج انتج الإنسان الصلب غير القابل للصدأ.
غير أن مقدرة الإنسان على التعامل مع الذرات في المنتجـات الصناعية ظلت في حدود التعامل مع الملايين بل البلايين من ذرات المـادة دفعة واحدة عن طريق الصب، والخراطة، والبرادة وغيرهـا من وسائل إنتاج المـادة التقليدية، وهو ما يشبه قيام البنّاء بمراكمة لبنات المباني مثلاً بالمجموعات بدلاً من بنائها لبنة لبنة. بينما تعتمد إحدى الطرق الرئيسية الثلاث المعتمدة في تصنيع التقنيات المتناهية الصغر على بناء المادة على مستوى الذرة والجزيء ذرة ذرة وجزيئاً جزيئاً ووضع كل في موضعه الصحيح تمامـاً مثل مـا يقوم الأطفال بتركيب لعبة ''اللوغو'' لإنتاج نماذج البناء والآلات المبسطة، أو كمـا يفعل الكيميائي عندمـا يتحكم في التفاعلات الكيمائية لينتج مادة كيمائية مطلوبة من مواد كيميائية متوفرة ولكن بشكل ميكانيكي، وسيمكن ذلك الإنسان من تصنيع مواد جديدة أقوى من الحديد بخمسين إلى مائة مرة ولا تزيد في وزنهـا عن مجرد كسر صغير من وزن الحديد. كما أن القدرة على إنتاج المواد على مستوى الجزيء سيمكن الإنسان من إنتاج أدوات جراحية على مستوى الخلية، حيث يقال إن السبب الوحيد لنجاح الأساليب الجراحية الحالية هو ما أودعه الله في الخلايـا الحية من قدرة على إعادة التجمع والترابط من جديد والتخلص من بقايـا الخلايـا الميتة بسبب الدمـار الذي تحدثه الأدوات الجراحية الحالية على مستوى الخلايـا.
تصمم حالياً أدوات الإنتاج لصناعة التقنيات الدقيقة لتعمل بشكل تلقائي تمامـاً كما تعمل بذرة النبات التي توضع في التربة وتزود بالمـاء والهواء وأشعة الشمس فتبدأ في تصنيع ذاتها بأمر الله. ومن أجل تحقيق ذلك تعتمد تلك الأدوات على المبادئ التصنيعية التالية : أولاً التزاوج الانتقائي إذ يجب أن يكون لكل جزيء يراد تركيبة جزيء مطابق فان كان لإحدهما تقعّر يجب أن يقابله تحدب مطابق في الشكل والمقاس حتى يمكن تركيبهمـا ميكانيكيـاً وبالتالي يتم تركيب الجزيء الناتج مع جزيء آخر اكبر، ثانيـاً يجب الإمساك بهذا الجزيء المراد تصنيعه في الاتجاه الصحيح وبالزوايا الصحيحة وإلاّ لربمـا تم تركيبه بطريقة مغايرة مع جزيئات أخرى لتعطي منتجات غير التي تم تصميمهـا، ثالثـاً ومن أجل الإمساك بالجزيء وتوجيهه الوجهة الفراغية الصحيحة لابد من إيجاد ذراع بمقياس النانومتر يقدر مقاسها مبدئيـاً بـ 100 نانومتر طولاً و30 نانومتراً عرضـاً كي تتمكن من التعامل مع الجزئيات.
وليس من المبالغة في شيء إذا ما كررنا مقولة بعض أهل الاختصاص بأن من يتمكن من إتقان صناعـة التقنيات متناهية الصغر سيهيمن على سوق التصنيع على مدى القرن القادم، وقد سبق وأن نشرت في هذه الزاوية من سبع سنوات بالتمام وبالتحديد في يوم السبت 11/4/1420هـ مقالاً عن أهمية التقنيات متناهية الصغر، حثثت فيها كلية الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز أن تبادر للريادة في هذا المجال.
ومما يدعو للتفاؤل في مجال التقنيات متناهية الصغر أنها تشكل فرصة تاريخية كبرى للدول النامية للحاق بركب المدنية الحديثة المبنية على التفوق التقني حيث أن البشرية جمعاء لا تزال في بواكير تعاملها مع هذه التقنية، ومما يثلج الصدر أن المملكة العربية السعودية عموماً بصدد تبني مبادرة وطنية بقيادة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في مجال التقنيات متناهية الصغر على غرار مبادرة ''كلينتون'' الوطنية للتقنيات متناهية الصغر بأمريكا. و من دواعي الفخر كذلك أن جامعة الملك عبدالعزيز تقوم حالياً وبإشراف مباشر وإهتمام كبير من معالي مديرها أ.د.أسامة بن صادق طيب بالسعي لإنشاء مركز تميز علمي في مجال التقنيات متناهية الصغر تمهيداً لقيام الجامعة بدور ريادي عظيم في نقل وتوطين التقنيات متناهية الصغر إلى المملكة، وقد بدأت الجامعة بمساعي تكوين فريق من العلماء من أساتذة الجامعة لتوجيه أبحاثهم و دراساتهم في هذا المجال، ضمن مخطط استشرافي للمستقبل ستبدأ الجامعة أولى خطواته بإرسال نخبة من الأساتذة لمراكز التميز البحثي العالمية في مجالات التقنيات متناهية الصغر خلال الصيف، كما تنوي استقدام العديد من الخبراء لتقديم دورات قصيرة وورش عمل في مختلف مجالات التقنيات متناهية الصغر خلال السنة الدراسية القادمة، هذا ناهيك عن أن مخطط الجامعة سيشتمل على تأسيس معامل خاصة بهذه التقنيات، وتفعيل برنامج التقنيات متناهية الصغر بطرق اقتصادية يتعاون فيها القطاع الخاص مع الإنفاق الحكومي والمجهود الأكاديمي لإستنبات التقنية متناهية الصغر محلياً والتنافس بها عولمياً، وتحسن الجامعة صنعاً إذ تستثمر في الإنسان قبل تجهيز المختبرات والمكان، وآمل أن يسجل التاريخ للجامعة ومعالي مديرها أ. د. أسامة صادق طيب أسبقيةً في إدخال هذه التقنيات للمملكة تنتفع بها أجيال من المسلمين متتالية.
بقلم الدكتور سامي سعيد حبيب
الاستاذ بقسم هندسة الطيران بجامعة الملك عبدالعزيز
رئيس الجمعية السعودية لعلوم الطيران والفضاء
ومدير مركز تقنية النانو بالجامعة

Read More



مؤتمر النانوتكنولوجي (التقنيات متناهية الصغر) Nanotechnology الذي نظمته الجامعة الأردنية في عمان بالأردن، في الفترة من 10 الى 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بالتعاون مع جامعة إيلينوي الأميركية وجامعة الملك سعود في الرياض، كان تظاهرة علمية رائعة نوقشت فيها العديد من الأبحاث والأوراق العلمية المهمة التي قدمت آخر التطورات والمستجدات والتطبيقات في تكنولوجيا النانو وبخاصة لعالمنا النامي، والتي تشكل في مجموعها نقلة نوعية شاملة ومميزة في تعريف المجتمع العربي العلمي والأكاديمي والصناعي بعلوم وأبحاث وتطبيقات تقنية النانوتكنولوجي التي تعد حالياً أحد أهم الاتجاهات العلمية العالمية الحديثة التي تبشر بمستقبل واعد في جميع مجالات الحياة.

وقد أتيحت لي الفرصة للحضور والمشاركة في هذا المؤتمر العلمي المهم، وقدمت فيه ورقة علمية بعنوان «وسائل وأساليب توصيل تقنية النانوتكنولوجي للعامة في الدول النامية»، تناولت فيها أهمية دور أعمال الخيال العلمي Science Fictionوالمتاحف العلمية والإعلام العلمي وبرامج الأطفال والألعاب الإلكترونية والفيديو Video Games في توصيل علوم وتكنولوجيا النانو للطلاب وعامة الجمهور وجذب اهتمامهم وتشجيعهم للإهتمام والدخول لعالم النانوتكنولوجي والتعرف على تطبيقاته الحالية والمستقبلية المثيرة، وضرورة إنشاء وحدة للاتصال في العلم والتكنولوجيا Communicating Science بكل جامعة ومركز علمي، تساهم في نشر وتوعية الجمهور بثقافة وتكنولوجيا النانو، كما أكدت في الورقة البحثية على أهمية وضرورة تعليم وتدريس ونشر ثقافة تكنولوجيا النانو في المدارس والجامعات، وتدريب المدرسين وبخاصة مدرسي مادة العلوم، على كيفية تدريس علوم وأبحاث تكنولوجيا النانو، على اعتبار أن برامج التوعية العلمية بتكنولوجيا النانو والتواصل مع عامة الجماهير أصبحت حالياً ضرورة عالمية مهمة تسير جنباً الى جنب مع السياسات العلمية والتكنولوجية للدولة، وأكدت على ضرورة أن يكون هناك ورش عمل للمدرسين والمختصين بالشؤون العلمية من الحكومة والمتاحف والمراكز العلمية وواضعو السياسات والصحفيون، يعرض فيها لتجارب وبرامج وأساليب الدول المتقدمة في توصيل وتعريف عامة الناس على نطاق واسع بمفهوم النانو، كي تتكون لديهم فكرة واضحة عما يحدث على مقياس النانو وعن السبب الذي يجعل هذا المقياس مختلفاً، وأهمية أن يكون هناك في عالمنا العربي قاموس علمي عربي موحد لمصطلحات النانوتكنولوجي للمساهمة في تحقيق وتسهيل الاتصال في علوم وأبحاث تكنولوجيا النانو.

وقد بدأت المملكة العربية السعودية بالفعل خطوة علمية رائدة في العناية بنشر التوعية العلمية للعامة بتكنولوجيا النانو، من خلال صدور العدد الأول من «مجلة النانو» التي تعد أول مجلة ثقافية عربية تعنى بنشر ثقافة النانو، وتصدر عن «معهد الملك عبد الله لتقنية النانو» بجامعة الملك سعود، وقد تم توزيعها «بالمجان» على المشاركين في مؤتمر عمان، ويأتي ميلاد «مجلة النانو» كبوابة رئيسية ومهمة في نشر ثقافة الناتو في أوساط المجتمع والدخول الى عالم النانو المثير الذي أصبحت تطبيقاته حقيقية تشمل جميع جوانب حياة كل فرد.

وقد تميز مؤتمر النانو بعمان، بالعديد من المشاركات العالمية والعربية المميزة من علماء وتكنولوجيين ورجال أعمال، والتي بلغت حوالي 200 عالم وباحث من مختلف التخصصات الأكاديمية وبخاصة المشاركات العديدة السعودية والنسائية، التي تدل دلالة واضحة وأكيدة على أن عالمنا العربي ماض في اللحاق بركب وسباق النانو العالمي السريع.

وأخيراً يبقى القول والتأكيد على ضرورة أن يصاحب الإنفاق المتزايد على أبحاث وتطبيقات واستثمارات تكنولوجيا النانو في عالمنا العربي، أيضاً إنفاقاً موازياً ومتزايداً على برامج تعليم وتدريس تكنولوجيا النانو في عالمنا العربي، وعلى برامج وأساليب التوعية العلمية المختصة بنشر وتعريف العامة بثقافة النانو، التي تشهد حالياً في الدول المتقدمة اهتماما متزايداً لإدراك المسؤولين لأهمية برامج التوعية العلمية في نجاح السياسات العلمية والتكنولوجية للدولة.

* كاتبة وباحثة مصرية

في الشؤون العلمية

=-=
المصدر: الشرق الأوسط- الخميس 27/11/2008 م - الموافق 29-11-1429 هـ العدد
10957

Read More



في مقال سابق عرفنا تقنية النانو. ذكرنا أنه جزء من المليار من المتر , وقطر شعرة الإنسان تساوي ثمانون ألف (80000) نانوميتر. وذكرنا أن المواد المصنعة عند هذا الحجم الصغير سوف تكون أصغر وأرخص وأخف وأكثر كفاءة في أداء الوظائف المُناطة بها. ذكرنا كذلك أن فوائد النانو كثيرة جداً , وفي جميع المجالات الاقتصادية , و الصحية , والطبية , والزراعية. ومن أهم تطبيقات النانو، والتي يعتقد العلماء أنها ستكون من أبرز اكتشافات القرن الواحد والعشرين, تقنيات علاج مرض السرطان.

أكد خبراء تقنية النانو أنه يجب على الدول المصدرة للبترول الاجتهاد في صناعة الخبرة في تطبيقات النانو إن رغبت هذه الدول الاستفادة منها في صناعاتها. ومن التطبيقات المباشرة لتقنية النانو, صناعة الأنابيب النفطية. حيث إنها تصدأ بعد 25 سنة من الاستخدام, ولكن بعد أن أصبحت تقنية النانو واقعاً ملموسا, أوضحت التجارب المعملية أنه بالإمكان تصنيع نوع خاص من الأنابيب (أنابيب نانو الكربون) يمكن أن يقاوم العوامل البيئية ودون أن تصدأ لفترة تصل إلى 100 سنة. هذه الأنابيب أقوى 100 مرة من الفولاذ وأخف ست مرات منه.

من التطبيقات العظيمة التي ستحقق انفراج علمي عظيم في المستقبل, تطبيقات الاستشعار عن بعد, وتطبيقات تصوير الأرض من الفضاء الخارجي باستخدام الأقمار الاصطناعية. إذ إن الطريقة الكلاسيكية لعمل مسح لطبقات الأرض ككل تستدعي 100 سنة بتكلفة 100 مليار دولار، ولكن عندما استخدمت تقنية النانو في صناعة الأقمار الاصطناعية الماسحة للأرض ساعدت هذه التقنية على تقليص الفترة الزمنية لمدة أسبوعين والتكلفة إلى مليار دولار. إذ إن تقنية النانو تساعد على زيادة سرعة الحواسيب عن طريق زيادة التردد ألموجي, والمبني أساساً على ما يمكن تسميته بالموجات النانوية (Nano Wave) . هذه المويجات الصغيرة يمكنها أن تخترق أصغر الأشياء وأن تصل إلى أعماق بعيدة. أقمار الاستشعار عن بعد والمدعمة بتقنية النانو يجب أن تُصنع في الدول المنتجة للبترول , وخصوصاً المملكة العربية السعودية المترامية الأطراف. إضافة إلى وجود الخبرات والأيادي المبدعة والصانعة للأقمار الصناعية. يجب أن نكون من رواد هذا الحقل ومن المبدعين فيه.

نظرة سوداء لتقنية النانو:

يعتقد علماء تقنية النانو أنها تقنية نظيفه و أنها مفتاح نهاية التلوث والأمراض، وأنها ستتيح تشغيل مصانع ذات كفاءة عالية, ولكنها بأحجام متناهية الصغر. إذ إنه سيكون هناك رجال آليون (روبوتات) غير مرئية تقوم ببناء أي شيء يمكن تخيله. في الوقت ذاته, توصف تقنية النانو بأنها عقاب محتمل. هناك مخاوف من قبل جمعيات حماية البيئة ضد تطبيقات تقنيات النانو ، وتمثلت هذه التحفظات في إمكانية تلويث البيئة ,أو إحداث تسمم للبشر عند استنشاق المادة النانوية (كريات الكاربون)، ومن الممكن تصميم بكتيريا جديدة, كذلك إمكانية تصميم وإنتاج ماكينات يمكن برمجتها وإدخال المعلومات الوراثية إليها بواسطة حبيبات فيروسية مصنعة.

نظراً لصغر جسيمات النانو , فقد تنفذ بسهولة من خلال الجلد والرئتين والأجهزة المعوية للإنسان , ولكن العلماء لا يعرفون مدى تأثيرها في صحة البشر. وقد أشارت الدراسات والأبحاث الأولية على فئران التجارب إلى أن هناك احتمالية حدوث التهاب في الرئتين أكثر مما تحدثه الجسيمات ذات الحجم الكبير من النوع نفسه. كما أشارت دراسات أخرى إلى أن جسيمات النانو قد تسبب الموت لبعض القوارض وتحدث تلفا للمخ وخصوصاً لمخ السمك.

سيكون هناك أنظمة وقوانين من شأنها حماية العاملين في مجال تقنية النانو لتفادي استنشاق المواد النانونية أو ملامستها جلد الإنسان.

عميد كلية الهندسة في الخرج

وأمين الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات

=-=
المصدر:
الاقتصادية - الجمعة 16/11/2007 م - الموافق 6-11-1428 هـ
5149

Read More



اختتم في جامعة الملك عبد العزيز في 15 من هذا الشهر المؤتمر العالمي لتقنية المواد متناهية الصغر، والذي حضر هذا المؤتمر سمع وشاهد تصويراً لما تعمل عليه مراكز البحث في العالم، وما توصلوا إليه في تقنية النانو.
في هذا اللقاء قدم أكثر من عشرين عالما وباحثا من دول مختلفة، نتائج أبحاثهم في كيمياء وفيزياء تقنية النانو، وشارك بعض الباحثين السعوديين كذلك بأوراق علمية وملصقات، كما طرح بالمؤتمر عدد كبير من الأوراق العلمية المعلقة، وفاق الحضور كل التوقعات.
لم يعد التغني بأكبر مجمع تجاري ولا أطول برج في العالم مستساغاً بعد أن انتقل السباق إلى حلبة النانو أو تقنية المواد متناهية الصغر، فالدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان والاتحاد الأوروبي تنفق المليارات لتطوير هذه التقنية وامتلاكها، هذا غير الذي تنفقه الشركات العملاقة، خاصة التي تنتج الأجهزة الإلكترونية مثل آي بي إم وسامسونج وغيرها، بل وحتى دول نامية مثل فيتنام دخلت إلى حلبة السباق، وإن كان بإسهامات متواضعة أمام العمالقة، ما يجعل الآخرين، خارج الحلبة، أقزاماً وعالة على المجتمع الدولي.
منذ سنوات قليلة ولجنا بتواضع في المملكة العربية السعودية إلى عالم النانو. ففي جامعة الملك عبد العزيز مركز التميز لأبحاث المواد متناهية الصغر، وكذلك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. فما هي قصة النانو؟ ولم كل هذا الاهتمام؟
قبل الحديث عن أهمية التقنية، يجب التعرف أولا إلى حجم هذه المواد، فملعقة طعام من الماء تحمل أكثر من ألف مليون بليون تريليون ذرة. ما يعني أنه لو اجتمع سكان العالم لإحصاء ما بالملعقة من ذرات لاستغرقهم ذلك أكثر من خمسة ملايين عام ، على اعتبار أنهم يعملون 12 ساعة يوميا على مدار العام، ويحصون بمعدل ذرة كل ثانية.
قصة النانو قديمة، بدأت عندما قدم ريتشارد فايمان محاضرة بعنوان \"هناك الكثير في القاع\" عام 1995 م، أعلن فيها أن التعامل مع المواد بحجم الجزيء أو الذرة ممكن، وكان هذا الكلام وقتها من قبيل المستحيل، وضربا من الخيال العلمي، لكنه وفي عام 1985م، تمكن فريق من جامعة رايس بالولايات المتحدة من عزل جزيء كربوني يتكون من ستين ذرة كربون في شكل كرة القدم، أطلق عليها فيما بعد مصطلح \"بوكي بول\" أو الكربون 60، ونال عليها الفريق جائزة نوبل في الكيمياء عام 1996م. هذا الجزيء الكربوني صغير جداً، لدرجة أنه يمكن وضع 50.000 وحدة في مساحة لا تتجاوز سمك شعرة الإنسان.
بعد اكتشاف الكربون 60، تمكن العلماء من تصنيع أنبوب كربوني بحجم النانو، له مواصفات فيزيائية مدهشة. ثم توالت الاكتشافات، ودخلت الفيزياء والهندسة لتكامل العمل الكيميائي، وبدأت مرحلة تجارب التصنيع وقطف ثمار المعرفة.
أما أهمية هذه المواد فترجع إلى المواصفات الغريبة التي تظهر فقط في هذا الحجم، وتكمن بالدرجة الأولى لقيمتها الاقتصادية، ليس كمادة خام. بل فيما يمكن تصنيعه من هذه المواد وإنتاجه. فقد تمكنوا من إنتاج أنبوب كربوني له قوة شد لم يعرف لها مثيل من قبل ووزن خفيف، فجاءت تلو ذلك فكرة المصعد الفضائي، الذي يمكن الناس من السفر إلى الفضاء في مصعد عوضاً عن المركبات الفضائية والصواريخ اللازمة للدفع. كما أنه يمكن صناعة موصلات ذات كفاءة عالية وأثمان متدنية من الأنبوب الكربوني.
ففي درجات الحرارة المنخفضة جداً تعمل هذه الأنابيب كموصلات عملاقة (Superconductor)، يمكن استخدامها في تسيير القطارات المعلقة السريعة بتكلفة جدا منخفضة، مقارنة بالتقنية الحالية التي تستهلك كمية كبيرة من الطاقة، مما يقلل جاذبية النظام التقليدي، ويسعى العلماء الآن إلى تطوير الجزيئات الكربونية، وإعادة بنائها لتعمل في درجات الحرارة العادية.
وتمكن العلماء من صناعة مادة شبيهة بالألماس لكنها تفوقه صلابة وقوة، ويمكنها خدشه، ويمكن استخدامها في أعمال الحفر وقص الصخور، وبهذا تقل التكلفة ، بل ويمكن استخدامها بديلا عن الألماس الطبيعي في صناعة المجوهرات.
أما المفاجأة العظيمة فكانت من جامعة رايس بالولايات المتحدة، فقد تمكن العلماء من صناعة سيارة كاملة بمحرك وأربع عجلات تدور عاموديا على محور وأذرعة، والسيارة بكاملها مصنوعة من جزيء كربوني واحد، يدفعها الضوء كمصدر للطاقة، فيثير العجلات المصنوعة من البوكي بول، ويدفعها للدوران حول المحور، لتتحرك العربة. هذه العربة لا يزيد عرضها عن 3 نانومترات، أي إنه يمكن لموقف بمساحة مقطع شعرة الرأس أن يستوعب أكثر من 20.000 سيارة مرصوفة من هذا النوع... هذا هو الخيال!
والسؤال هو كيف يمكن الاستفادة من عربة بهذا الحجم؟ من سيركبها ومن سيقودها؟، والإجابة أنه يمكن أن تثبت عليها آلات للتصوير بحجم النانو، ويستطيع الإنسان قيادتها والتحكم فيها عن بعد، فتدخل إلى جسم الإنسان ودورته الدموية باحثة عن الخلل وانسداد الشرايين مثلاً، وترسل أثناء رحلتها صوراً ثلاثية الأبعاد لما تراه داخل شرايين وأوعية الدم. قد يتمكنون من وضع أذرعة تزيل الترسبات وتفتح الانسداد، بل وتنظف كل ما تجده في طريقها، ونستغني بعد ذلك عن العمليات الجراحية والقلب المفتوح.
ليس هذا كل ما في الأمر. بل هناك استخدامات طبية وإلكترونية لهذه المواد، تتزايد كل يوم.

* أكاديمي بيئي

=-=
المصدر:
جريدة الوطن - الأحد 28/06/2009 م - الموافق 6-7-1430 هـ
2829

Read More



في الآونة الأخيرة برزت على السطح مجموعة من المصطلحات العلمية لم تكن متداولة قبل عقد أو عقدين من الزمن خصوصاً على الساحة المحلية. ولعل أكثر هذه المصطلحات تداولاً هذه الأيام في وسائل الإعلام مصطلح تقنية النانو nontechnology حيث أصبح الحديث عن النانو ذا شجون على كافة المستويات العلمية والرسمية والشعبية من هذا المنطلق سوف نستعرض ذلك الموضوع بصورة مبسطة.

على العموم هناك عدة مصطلحات ومسميات قريبة مما نحن بصدد الحديث عنه على الرغم من اختلاف في المعنى والمفهوم ومن ذلك على سبيل المثال ظاهرة النينو، ومصطلح النانو الذي نحن بصدد الحديث عنه، وكلمة نونو المستخدمة كثيراً في أوساط الناس. وللتفريق بين هذه الكلمات نقول أن النينو عبارة عن ظاهرة مناخية شاذة ترافقها عملية تسخين غير طبيعية لطبقة المياه السطحية في المنطقة الشرقية من المحيط الهادي وتعزى إليها بعض التغيرات المناخية، ولاشك أن الجغرافيين والمختصين بعلم المناخ لديهم الخبر اليقين عن تفاصيل تلك الظاهرة. أما كلمة النانو فهي كلمة يونانية تعني القزم أو الصغير ولعل هذا المعنى هو الذي جعل الناس يشتقون منها كلمة نونو لتدليع المواليد حديثي الولادة.

أما تقنية النانو فهي علم حديث يعنى بهندسة ودراسة الظواهر والمواد على مستوى الجزئيات والذرات وهذا ما لم يكن متاحاً في الماضي لعدم وجود التقنيات المتقدمة التي تساعد على ذلك والتي اصبحت في الوقت الحاضر في متناول العلماء والمتخصصين نتيجة للثورة التكنولوجية العارمة.

أما من الناحية التاريخية فإن منتجات النانو كانت متداولة دون معرفة كنهها أو طريقة عملها بل هي نتاج جاء بالصدفة ثم استثمر بدون معرفة السبب.. فالصينيون قبل ألف سنة استخدموا حبيبات الذهب بأبعاد النانو لطلاء الأواني باللون الأحمر وهذا غير مكن لو لم تكن حبيبات الذهب متناهية الصغر بحيث تكون بأبعاد النانو. كما استخدم الرومان حبيبات الذهب بأبعاد النانو أيضاً لتلوين الزجاج. كما أن السيوف الدمشقية التي صنعها المسلمون لم يكن لها مثيل لأنها كانت نتاج يشبه ما سبق. نعم في الماضي قام الحرفيون بمعالجة بعض المواد العادية والحصول على خصائص متميزة مثل التحكم باللون أو القوة أو الحدة دون معرفة السبب الذي ولد تلك الخصائص.

أما في الوقت الحاضر ونتيجة للثورة التقنية العارمة فقد أمكن التحكم بتلك التقنية من خلال تطوير وامتلاك ناصية تلك التقنية ويشمل ذلك الأدوات والأجهزة والمعدات والمواد اللازمة وقبل ذلك وبعد وجود العقول المؤهلة ذات الخيال الواسع والفكر النافع والجهد المتواصل. ولا زال البحث والتطوير يستشرف مزيداً من التقدم وكشف الأسرار التي أودعها الله سبحانه في أدق مخلوقاته وطلب من الإنسان التفكر فيها واكتشافها والاستفادة منها وعلى العموم فإن أول من أدخل مصطلح التكنولوجيا الثانوية هو العالم الياباني ناريو تونبجو شي عام 1974م، ثم بعد ذلك جاء العالم الأمريكي إرك ديكسلر عام 1986 وقد تم ادخال منتجات النانو إلى الأسواق عام (2000)م.

وقبل الخوض فيما توصلت إليه تقنية النانو من نتائج مبهرة وما سوف تتوصل إليه من نتائج موعودة. فقول أن النانوميتر أداة قياس تعادل جزء من مليار جزء من المتر أي أنها متناهية في الصغر ولكي يتم تخيل ذلك نبدأ بالتدرج التالي. السنتميتر عبارة عن جزء مئة جزء من المتر، والمليمتر عبارة عن جزء من ألف جزء من المتر، والميكرو عبارة عن جزء من مليون جزء من المتر، والنانو عبارة عن جزء من مليار جزء من المتر، أما الانجستروم فهو عبارة عن جزء من عشرة مليارات جزء من المتر، ولاشك أن هناك ما هو أصغر من ذلك. ولتقريب الخيال أكثر نقول ان سمك شعرة الإنسان يتراوح بين (50-100) ألف نانو، وحجم خلية الدم الحمراء في حدود (70) ألف نانومتر، كما أن العين المجردة لا تستطيع رؤية الأشياء التي يقل حجمها عن (10) آلاف نانوميتر.

وعلى العموم تتلخص فكرة استخدام تقنية النانو في إعادة ترتيب الذرات التي تتكون منها المواد في وضعها الصحيح. وكلما تغير الترتيب الذري للمادة كلما تغير الناتج منها إلى حد كبير. وبمعنى آخر تعتمد خصائص المنتجات على كيفية ترتيب الذرات في ذلك المنتج. فعلى سبيل المثال إذا أعدنا ترتيب الذرات في عنصر الفحم يمكننا الحصول على الألماس وإذا قمنا بإعادة ترتيب الذرات في الرمل وأضفنا بعض العناصر القليلة تمكنا من صنع دقائق الكمبيوتر. ويعكف العلماء الآن على دراسة التحكم في ترتيب الذرات والجزئيات بصورة أفضل وبتكلفة أقل وإذا تمكنوا من ذلك فإنه سوف يصبح بإمكانهم تحويل مادة إلى أخرى وتحقيق حلم قديم وهو تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن ثمينة إلا أن ذلك سوف يجعل المعادن الثمينة الآن رخيصة لأنها سوف تصبح متوفرة وليست نادرة. والكل يعلم أن سبب غلائها هو ندرتها.

وعلى أية حال هناك طرق عديدة لتحضير مواد النانو وهذا يعني ان المادة نفسها يمكن تحضيرها بطرق مختلفة. هذا وقد تم تصنيف طرق انتاج مواد النانو إلى قسمين رئيسين هما:

طرق تحضير من الأعلى إلى الأدنى (Top-doan) وهذه العملية تشبه عملية النحت حيث تبدأ العملية من مادة كبيرة ومقابلتها بوسائل فيزيائية مثل النحت والطحن والبرد أو باستخدام وسائل كيميائية مثل معاملتها بواسطة بعض الأحماض.

أما الطريقة الثانية فهي طرق التحضير من أدنى إلى أعلى (Bottom - up) وهذه عكس الطريقة السابقة وهنا يتم تحضير مادة النانو من خلال بنائها انطلاقاً من ذرات أو جزئيات حيث يتم ترتيبها مع بعضها البعض حتى تصل إلى الحجم والشكل المرغوب وهذه العملية تشبه عملية بناء الجدار.

أما أشكال مواد النانو فهي يمكن أن تكون على شكل حبيبات أو أنابيب أو أعمدة أو شرائح دقيقة أو أشكال أخرى ولا زال العلماء والباحثون ينتجون كل يوم شكلاً جديداً والكل ينتمي إلى عالم المواد المتناهية الصغر. كما أن المواد المتناهية الصغر يمكن تقسيمها إلى مواد متناهية الصغر المهيكلة السطح، والمواد المتناهية الصغر المهيكلة بالحجم كما يمكن أن تضاف المواد المتناهية الصغر إلى مواد أخرى والحصول على المواد المقواة أو المشحونة بالمواد المتناهية الصغر.

وبما أن تقنية النانو أصبحت واقعاً حقيقياً في العصر الحاضر فقد اتفقت الدول العظمى وفي مقدمتها اليابان وأمريكا والصين وألمانيا على أهمية التركيز على الاستثمار في تقنية النانو وتخصيص مبالغ ضخمة لهذا الغرض، هذا وقد وصلت في اليابان إلى مليار دولار وفي أمريكا إلى الترليون دولار حتى عام (2015)م كما يقدر عدد العلماء الذين لديهم القدرة على العمل في هذا المجال في أمريكا وحدها ب(40000) عالم.

نعم إن تقنية النانو قد غزت كل التخصصات والمجالات فتطبيقاتها عامة وشاملة وهذا ما حدا بالعالم الاهتمام بها وأخذ موضوع البحث التطبيقي فيها مأخذ الجد، ولعلي هنا استعرض أهم التطبيقات التي برزت أو سوف تبرز في المستقبل القريب والتي يمكن ان ألخص بعضاً منها في العجالة التالية:

تدخل تقنية النانو في هندسة الاتصالات حيث دخلت تقنية النانو في صناعة أجهزة التلفونات المحمولة، لذا سوف تصبح الشاشة مرنة وشفافة مما يؤدي إلى تمددها على شكل شاشة كبيرة لأغراض التصفح أو تقليصها حتى تصبح في حجم الاصبع في حالة استعمالها في المكالمات العادية كما يمكنها تنظيف نفسها من بصمات الأصابع.

أما في الأقمار الصناعية فإن لتقنية النانو دوراً كبيراً فيما يتعلق بالحجم أو الوزن والفعالية ناهيك عن خفض التكلفة إلى ما يساوي أقل من عُشر التكلفة الحالية ليس هذا فحسب بل أن تقنية النانو قد غزت عالم الحواسيب وقطع غيارها المختلفة، كما أن المستقبل ينبئ بتطبيقات لا حدود لها في عالم الاتصالات.

دخلت تقنية النانو في صناعة الدواء حيث يمكن أن تقوم المواد النانونية بحمل الدواء إلى مواضع لم يكن بالامكان الوصول إليها من قبل، كما أمكن تحضير مواد قاتلة للبكتيريا والفيروسات والفطريات أقوى من المضادات الحيوية المعروفة حالياً وتسمى النانو بيوتكس وهذا النوع لا تستطيع الكائنات الحيوية توليد مناعة مضادة له. وبعض هذه الأدوية اكتشف والبعض الآخر تحت الاختبار، كما أنه بواسطة تقنية النانو أمكن مواجهة الأمراض الداخلية في الجسم والناجمة عن قصور في أداء الخلية الحية أو تلفها أو النمو الشاذ لها.

النانو ومرض السكر: تم تطوير جهاز نانوي يمكن زراعته داخل الجسم وهو يغني المصابين بمرض السكر عن حقن الانسولين. وقد نجحت التجارب في استخدام ذلك الجهاز في الفئران المصابة بمرض السكر مما سوف يفتح المجال لزراعة البسمة على شفاه ملايين البشر عند استعماله ونجاحه.

في علاج السرطان: يستطيع العلماء استخدام تقنية النانو لتصميم جهاز دقيق جداً له القدرة على التعرف على خلايا السرطان وقتلها بواسطة سموم خاصة يتم حقنها فيها أو تفجيرها كما يمكن لهذا الجهاز الارتباط بأكثر من (12) نوعاً من البروتينات في نفس الوقت بينما الأجسام المضادة الحالية لا تستطيع الارتباط بأكثر من نوع واحد من البروتين.

صناعة خلايا الدم الحمراء: هذا الحلم كان وما زال يراود العلماء وذلك لأن السبب الرئيسي لدمار الخلايا والأنسجة عدم قدرة الجسم على ايصال كمية كافية من الاكسجين إلى تلك الخلايا والأنسجة خصوصاً في حالة حدوث هبوط في الدورة الدموية أو في حالة النزيف الشديد. ولحل هذه المشكلة يفكر العلماء باستخدام تقنية النانو لصناعة خلايا دم حمراء وذلك عن طريق تصميم كرة نانونية مفرغة تتم تعبئتها بالاكسجين المضغوط الذي يتم التحكم بخروجه منها بمعدل ثابت. وبسبب صغرها المتناهي فمن المؤمل أن تصل إلى كل مكان في الجسم عبر الدورة الدموية.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يمكن تصنيع مصنع للطاقة متجول يمكنه تزويد الخلايا غير القادرة على حرق الطعام بالطاقة اللازمة لاستمرار بقائها حية وفي نفس الوقت تستطيع امتصاص المواد الناتجة عن عملية حرق الطعام، ولكن قبل ذلك كله يحتاج العلماء إلى مزيد من الدراسة على عمليات الايض وتركيب الخلية وأساليب عملها على مستوى النانوميتر.

تستخدم تقنية النانو في عمليات التشخيص سواء كان ذلك في صبغات الاشعة الطبية أو تشخيص بعض الأمراض الميكروبية بحيث تلصق جزئيات النانو بأجسام مضادة تذهب لتلتحم بالميكروب داخل الجسم ومن ثم يمكن التقاط إشارات من جزئيات النانو لتشخيص الإصابة بهذا الميكروب أو ذاك.

في العمليات الجراحية: يمكن أن تستخدم تقنية النانو في عملية لحام الأوعية الدموية عند تمزقها أو قطعها دون الحاجة إلى الخياطة الجراحية المعتادة وكذلك في عمليات الجراحة الأخرى.

وفي مجال الطاقة أصبح لتقنية النانو باع طويل كان ذلك يتعلق بالطاقة النووية أو الشمسية أو خلايا الوقود أو غيرها من مصادر الطاقة حيث ان تلك التقنية سوف يكون لها باع طويل في كل أو بعض مراحل إنتاج الطاقة وتحسين كفاءتها. ولتقنية النانو تطبيقات أخرى. والله المستعان.

=-=
المصدر:
جريدة الرياض - 8-5-2009 - العدد 14928

Read More



لا يخفى على الجميع التطور التقني الهائل الذي حصل في القرن الماضي (العشرين) وخاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث تركزت الجهود في إعادة إعمار ما دمرته الحرب. في أثناء ذلك كانت البحوث منصبة في مجال الإلكترونيات والاتصالات والكمبيوتر، وكان من أحد تلك النتائج إختراع ما أصبح يعرف اليوم بالشريحة Chip التي ساعدت على ظهور شركات عملاقة لصناعة مختلف أنواع الكمبيوتر ومن ثم الهواتف النقالة في عصرنا الحالي كما أنها دخلت في صناعة العديد من الأجهزة الإلكترونية. 
مع كل هذه الثورة التقنية التي نعيشها اليوم، برز على السطح في السنوات القليلة الماضية مصطلح جديد على أسماعنا لم يكن معروفاً من قبل ألا وهو «تقنية النانو»، فما المقصود بهذا المسمى الذي يسهل النطق به والغامض بعض الشيء في تعريفه وفهمه. لكي ننسهل على القارئ نبدأ بتعريف كلمة «نانو» على أنها جزء من المليار، فمثلا «النانومتر» تمثل واحد تقسيم مليار متر، فلنتخيل جميعا الصغر المتناهي للنانو وهل من الممكن للعين العادية للإنسان أن ترى أجساماً بهذا الحجم. لنعود إلى تعريف مصطلح «تقنية النانو»، حيث إن المقصود بها هو «هندسة تقنيات الأنظمة وقياس أبعادها على مستوى جدّ متناهٍ في الصغر الا وهو النانومتر أي جزء من المليون من المليميتر»، وأقرب مثال إلى ذلك هو الذرة وأجزاؤها. يمكن الإشارة إلى «تقنية النانو» على أنها تقنية ذات استخدامات متعددة، حيث من المتوقع أن يكون لهذه التقنية في المستقبل التأثير الكبير على صناعات متعددة في الاتصالات أو الطب أو الزراعة والصناعة أو النقل وغير ذلك. فلنتصور على سبيل المثال، جهازاً صغيراً جداً يتنقل في داخل جسم الإنسان مهمته القضاء على خلايا خبيثة قبل انتشارها. أو جهاز تخزين لا يزيد حجمه عن مكعبات السكر يمكن أن يتسع لطاقة تخزين هائلة كمكتبة متنقلة. وهنالك صناعات ذات أكثر من استخدام تجاري وعسكري في نفس الوقت. وهنا تكمن منافع ومخاطر هذه التقنية، حيث إنها توفر صناعات ذات فائدة للجنس البشري وكذلك ذات مخاطر كبيرة عليه. كما يمكن فهم «تقنية النانو» على أنها لا توفر فقط منتجات أفضل، ولكن مراحل تصنيع متقدمة وهي التي في النهاية تتيح لنا الحصول على منتجات عالية الجودة وبأسعار رخيصة والأهم من ذلك أحجامها الصغيرة. تنحصر تطبيقات تقنية النانو حالياً في مجالات محدودة خاصة في مواد التجميل والمراهم التي تحمي الجلد من أشعة الشمس فوق البنفسجية UV، كما تستخدم في البعض من المضادات الحيوية، وتعمل بعض شركات الكمبيوتر على تصنيع شريحة نانو قادرة على تخزين بيانات تزيد بآلاف المرات على ما هو متوفر حاليا من ذاكرة. يتوقع أن تدخل تقنية النانو بصورة أكثر عمقاً في صناعات متقدمة جدا خلال الثلاثين سنة من الآن.

وتم التطرق إلى «تقنية النانو» في منتدى التقنيات المتقدمة 2009م برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وفقه الله - الذي عقد في الفترة من 1-3 جمادى الأول 1430ه، الموافق 26-28 أبريل 2009م في الرياض، ولقد خصصت إحدى جلسات المنتدى للتحدث عن هذه التقنية تحت مسمى «الأولويات الأستراتيجية لبرنامج تقنيات النانو».

* مدير إدارة تقنية المعلومات

مؤسسة اليمامة الصحفية

=-=
المصدر:
جريدة الرياض-30-4-2009 - العدد 14920

Read More

Popular Posts

Blog Archive